نكبة بعد نكبة .. ولكن بصمت ، نكبة بعد نكبة.. ولكن دون أن يعرف أحد ..الأغوار تعيش النكبة منذ النكبة ولا احد يعترف بنكبتها

جزء من خارطة الأغوار قبل النكبة                                           

المخيمات القرى..و …القرى المخيمات .. وهذه ليست أحجية وإنما حقيقة النكبة المستمرة في الأغوار، فلكم أن تتصورا إن معظم قرى الأغوار ما هي إلا مخيمات أنشأت للاجئين الفلسطيين بعد النكبة ، وسجلت في خرائط الأمم المتحدة مخيمات ولكنها لم تعامل كمخيمات حتى الآن ، ولا تتلقى خدمات الأنوروا وليس بها مدارس أو عيادات أنوروا.

الزبيدات القرية الفلسطينية “تقع في الأغوار الفلسطينية الوسطى” التي سميت على اسم عشيرة الزبيدات التي هجرت من بئر السبع”1948 واستقر بها المطاف بناءا على ترتيبات الانوروا  والسلطات الأردنية في ذلك الوقت في الأغوار، وكباقي المخيمات بنيت لهم الخيام ومنحوا حق العيش في تلك المنطقة  .

على بعد  واحد كم إلى الشمال من الزبيدات شقيقتها مرج نعجة واقل من من كم مرج الغزال ، وهما بنفس المواصفات والمقاييس مهاجرون لا جئون يعيشون في ظل مستعمرة ارجمان التي أسست بعد أقل من ستة شهور من الاحتلال عام 1967، فكانت النكبة الثانية.. حيث صودرت الأراضي التي منحت الحكومة الاردنية اللاجئين  حق العيش فها وصودرت  آبار المياه بحجة أن هذه الأراضي أراضي دولة ، وترك أهل الزبيدات ومرج نعجة والغزال يواجهون قدرا على طريق بمفرقين الهجرة من جديد ..! أو في المستعمرات “عمالة العبيد” ..!

وحتى الآن نحن لم نصل أبشع الصور في لجوء الأغوار فالنكبة المستمرة ما زالت مستمرة في أبو العجاج وفصايل ولا نعرف ماذا  نقول للأمم المتحدة….!!.مخيم أبو العجاج لم يعد يظهر على خرائط الأمم المتحدة الممتازة الطباعة وكذلك مخيم النويعمة والتي سجلت أراضيها على خرائطهم من قبل 1967 مخيمات لاجئين، فكيف تختفي عن الوجود وعن الخريطة حتى مخيمات كان يسكن كل منها ليس أقل من عشرة آلاف لاجيء ، ولا نمر على ذكر الجريمة وبشاعة الصورة لم تكتمل بعد ، فمستعمرة نعماه سَرقت اسم مخيم النويعمة الواقع شمال أريحا ولم يعد المخيم لا على الواقع ولا على الخرائط  ، ولا من ياتي على ذكره حتى  واصبحت النويعمه المستعمرة  المغتصبة حقيقة على الأرض والخرائط ولا من يتكلم  .

مخيم أبو العجاج ذو العشرة آلاف نسمة قبل 1967 والذي تجثم مستعمرة مسواه على أرضه وفي نفس القطعة والحوض من الأرض لا من يذكر معاناته رغم قوة شواهد اثارة .فالمقبرة ما زالت موجودة شاهد على من مروا من هنا ، ومسجد أبو العجاج الحزين والذي لم تقم به الصلاة منذ 1967 لانه مصادر لحساب معسكر الجيش الاسرائيلي ، ولا نعرف طبيعة استخدامة الان وبالتاكيد هي استخدامات مهينة . وكما قال لي احد الشيوخ ماذا أقول لربي عندما ادفن في المقبرة مقابل المسجد .

النكبة مستمرة في الجفتلك والتي ما زالت مدرسة الانوروا شاهد على من عذبوا ، وهجروا وهجروا وما زال تهجيرهم مستمر فيمنع حتى توسيع مدرسة الأنوروا ، كما ويمنع حتى الآن على كل المؤسسات تطوير العيادة الصحية المصنوعة – المبنية – من الحديد

والنكبة تستمر إلى ما ابعد فالجفتلك التي تعتبر واحدة من أكبر القرى الفلسطينية في الاغوار 5000 نسمة تعتبرسلطات الاحتلال المنطقة السكنية منطقة اطلاق نار، كما ويمنع الدخول اليها فيما لا تعتبر المساحات الزراعية المصادرة والتي تقع في قلب الجفتلك والتي تحيط بها المنطقة السكنية كذلك . 

والنكبة مستمرة في كل مكان ، في الحمة ، والدير ، والساكوت ، في قاعون التي هجر اهلها قبل الهجرة في 1947 بعد أن فجرت العصابات الصهيونية بيوتهم ، ورغم أنها تقع في منطقة 1967 ما زال أهالي قاعون ينظرون من بردلة إلى أراضيهم بانتظار العودة …!

بقلم : فتحي خضيرات