عين على الأغوار من القدس .. دولة الإحتلال تصادر أراضي البحر الميت
اسرائيل تصادر اراضي البحر الميت ،وتعلن عن بناء المئات من الوحدات السكنية حول القدس ،وتخطط لهدم اجزاء من القدس التاريخية في باب المغاربة والعامود وحائط البراق ، ومازال العمل مستمرا في الأنفاق تحت القدس التاريخية ، وحسب شهود عيان فان العمل لا يتوقف تحت القدس وحسب شهود آخرين فإن ما تم انجازه من الحفريات في أسفل المدينة العتيقة يفوق في مساحته حجم المدينة نفسها ، إذ تمتد الحفريات إلى مواقع خارج الجدار ،وأن حجم الإكتشافات الأثرية تحت القدس يفوق المتوقع والخيال وإن إسرائيل آخذه في التفسير والتزوير بلا حسيب ولا رقيب ، في محاولة لإثبات السند التاريخي المفقود لما يسمى بالهيكل .
ولنا أن نربط كل هذا مع ما يجري فوق الأرض مِن إعلان ما يعرف بحارس أراضي الدوله ، وفي داخل مبنى إدارة الاحتلال العسكرية عن طلبه لسلطات الاحتلال تسجيل الأراضي التي خفت مياهها من البحر الميت بأنها أراضي دولة ، وبالتالي يحق استملاكها من قبل اليهود فقط حسب قوانين الاحتلال العنصرية .وهذا يتساوى أيضاَ مع البناء في الجزء الشرقي من القدس وحول القدس من الشرق ، وتسريع وتيرة الإستيطان في هذه المواقع هو أيضا مؤشر واضح على نية دولة الإحتلال لدفن الحلم الفلسطيني البسيط في قدس شرقية عاصمة للدولة الفلسطينية .
فكل هذه الخطوات يمكن قرائتها بشكل متوازي كخطة متكاملة لعزل القدس ، واستبعاد أيَة إمكانية لتوسعة القدس الشرقية باتجاه الشرق ( الاغوار ) لأجل القدس عاصمة للضفة وغزة ، والإعلان عن مصادرة أراضي البحر الميت هو أيضا في نفس السياق ، إذ تخطط السلطة لإقامة مطار مدني في منطقة البقيعة المحتلة وهي بين القدس والبحر الميت ، في منطقة النبي موسى وهذه الخطة بكل تأكيد هي للسيطرة أيضا على الحدود والمعابر ، وحتى المطار إن قدر وكان فسكيون محاطا بالاستيطان من جديد .
وما نتوقعة في المستقبل القريب هو إعلان إسرائيل عن إقامة منتجعات سياحية أو مدنية عمرانية ما بين البحر الميت والقدس ، مما يعني إفشال أية إمكانية لحدود حرة أو سياحة في الأغوار والبحر الميت وأريحا بعيدا عن سيطرة الاحتلال ، وقد سبقت المشاريع السياحية خارج القدس وبين القدس والأغوار الإعلان عنها فقد تم انجاز بناء فنادق ضخمة بين الأغوار والقدس ، وما يجري هو بكل تأكيد فصل ميداني لشمال الضفة عن جنوبها .
بقلم : فتحي خضيرات