المياه في الأغوار
مصادر المياه ، إمكانية الإستخدام ، والتوزيع
تقارب مساحة الأغوار 30% من إجمالي الضفة الغربية ” 2400كم 2 ” . وتمتد من البحر الميت جنوبا وحتى قرية بردلا شمالا ومن نهر الأردن شرقا وحتى السفوح الغربية وتعبر هذه المنطقة من أقل المناطق الفلسطينية المأهولة في الضفة الغربية نتيجة التحكم الشديد من قبل الإحتلال بالمياه ، ويعيش أكثر من 65% من سكان الأغوار في مدينة أريحا وضواحيها نتيجة لتوفر المياه و المناخ الدافيء وخصوبة التربه وتوفر المياه جعلت من الأغوار تاريخيا بيئة زراعية فريدة واعتبرت سلة غذاء فلسطين ، إلا أن الإحتلال وتمدد السرطان الإستعماري جعل من الأغوار مكانا مغلقا أمام الفلسطينيين .
كما أدت إجراءات الإحتلال والتعقيدات التي وضعت أمام الفلسطينين للحصول على المياه الى تصحر الأراضي التي بقيت متاحة للفلسطينين ، وأدت سياسة الخنق الإقتصادي الى تزايد اعتماد الفلسطينين على المنتجات الاسرائيلية .
المياه الجوفية
هي المصدر الرئيسي للمياه العذبة في الأراضي الفلسطينية المحتلة والتي تقع في أربع خزانات جوفية رئيسية تقع بشكل جزئي أو كامل في الضفة الغربية و تعتبر ثلاثة منها أقطاب مثلث الماء الفلسطيني في الضفة الغربية ” الحوض الشرقي ، الشمالي ، والغربي ويعتبر الحوض الشرقي أهم الأحواض للفلسطينيين في الضفة الغربية والذي يقع في غور الأردن ويزود الفلسطينين بحوالي 95 % من المياه العذبة ، فيما تعتبر الأغوار من المناطق الغنية بالمياه الجوفية إلا أن الإجراءات الإسرائيلية تقيد الفلسطينينن لدرجة منعهم من الوصول إليها ، وتحد إلى أدنى المستويات من وسائل استخدامها والحصول عليها للمستخدم الفلسطيني .
ومازال الفلسطينيون في الأغوار يستخدمون 89 بئرا من أصل 162 بئر قبل الاحتلال الإسرائيلي عام 1967 . فيما اوقف العمل في العديد من الابار نتيجة إدعاء الإحتلال بوقوعها في مناطق عسكرية مغلقة أو أنها أصبحت ملوثة ومالحة وقد جف الكثير منها أيضا نتيجة حفر الإسرائيليين ابارعميقة .
كما أن على كل فلسطيني يرغب بحفر بئر أو ترميم بئر” تعميق ” قائم التقدم بطلب للحصول على موافقة سلطات الإحتلال والتي لم ولن تصدر مثل هذه التصاريح مطلقا ، وتعتبر كل ابار المياه الفلسطينية سطحية بحاجة إلى تعميق حيث لا تتجاوز أعماقها 200 م وقد تأثرت بشكل مباشر بابار الإحتلال التي تم حفرها على الأعماق الحرجة ، كما أن حفر الابار الإسرائيلية قد أدى إلى جفاف واختفاء أكثر من 22 نبعة طبيعية كانت تعتبر مصدر مهم من مصادر تزود الفلسطيني بالمياه العذبة والزراعية كما أدى جفاف هذه الينابيع إلى تدمير جزء من الحياة البرية في الأغوار والتي كان يعيش عليها الاف الأنواع من الحياة البرية و النباتية والحيوانية النادره ، وقد قدرت نسبة تدفق المياه في ينابيع الأغوار سنة 2008 بحوالي 20.3 مليون م3 أي بانخفاض يقدر بحوالي 33% عن نسبتها عند توقيع الإتفاق المرحلي سنة 1955 ، وبالمجمل فقد انخفضت كمية المياه لدى الفلسطينيين منذ توقيع إتفاقية أوسلو 44% وكان السبب الرئيسي هو الإستخدام المفرط للابار الإسرائيلية في ما يعرف بالمناطق “ج” وبالتالي جفاف مصدر الماء الفلسطيني أو انخفاض منسوبه.
كما يمنع الفلسطينيون من استخدام المياه بالقوة في ما يعرف بمناطق”ج” والتي تشكل 95% من الاغوار ويتعرضون إلى أنواع شتى من الملاحقات والإعتداءات والمضايقات من قبل سلطات الإحتلال الإسرائيلي مثل مصادرة تراكتوراتهم وخزانات المياه المجرورة وهدم البرك الزراعية ومصادرة خطوط المياه أو إتلافها ، ومصادرة مضخات المياه وهدم الابار وغرامات مالية بحجة عدم الحصول على إذن من الإحتلال ، وقد طالت هذه الإجراءات مناطق “أ” مؤخرا .