شمال الغور 18-7-2012 وفا- جميل ضبابات

كانت الفتاة اليهودية سلعيت شطريت تسير في سيارتها عبر الشارع الاقليمي 90 عندما اصابتها رصاصة قاتله وجه الاتهام حينها في إطلاقها لفلسطيني قبل 10 سنوات.. وبعد ايام بنيت لذكراها بؤرة استيطانية تعمل الحكومة الإسرائيلية الآن  على شرعنتها.

وتظهر ‘جفعات سلعيت’ من الشارع( 90) او طريق غاندي وهو لقب وزير السياحة الاسبق رحبعام زئيفي الذي اغتالته الجبهة الشعبية جاهزة تماما لتكون مستوطنة بكل مكوناتها.

وقالت حركة ‘السلام الآن’ الاسرائيلية انه في الشهر الماضي سمحت وزارة الجيش الاسرائيلية باقامة بؤرة استيطانية عشوائية اطلق عليها ‘جفعات سلعيت’ في وادي الاردن، رغم التزامات إسرائيل في خريطة الطريق لإخلائها.

وقالت الناشطة في الحركة حاجيت اوفران، ان ‘الحكومة الإسرائيلية أرادت ان تتفادى اصدار قرار رسمي لشرعنة هذه البؤرة الاستيطانية لأنه قد يؤدي إلى انتقادات دولية، ما جعلها تنفذ القرار دون الإعلان عنه على الملأ، والتي كشفت عنه حركة السلام الآن’.

وقالت لمراسل ‘وفا’، ‘يبدو ان هناك رخصة لتحويل هذه البؤرة الى مستوطنة.هذا يتناقض مع مبادىء خارطة الطريق’.

‘جفعات سلعيت’ التي تتوسط هضبة اقيمت ايضا بين حرش سرو زرع بشكل نادر في هذه المنطقة الحارة التي تنبت فيها شجيرات صحراوية. وتظهر طرقات ضيقة تقود الى البؤرة التي لا يلزم الا تغيير وصفها لتصبح مستوطنة.

وتقع  ‘جفعات سلعيت’، في الجزء الشمالي الغور، كانت بنيت في العام 2001 بعد مقتل الفتاة اليهودية التي تحمل اسمها. لكن وفقا للالتزامات التي اخذت على عاقتها دولة اسرائيل في خارطة الطريق، يجب عليها إخلاء جميع البؤر الاستيطانية التي أنشئت بعد آذار 2000.

وقالت عوفران ‘نحن عرفنا بالقرار منذ ايام فقط. لا نعرف متى كان ترخيص هذه البؤرة’. في الغور الذي تتركز فيه المستوطنات الزراعية تتواصل عمليات البناء’.  من على قرب تظهر عمليات التوسيع والبناء في ثلاث مستوطنات قريبة من ‘جفعات سلعيت’.

وحسب معطيات فلسطينية رسمية، فان مساحة غور الأردن تشكل ما نسبته 29% من إجمالي مساحة الضفة الغربية، تسيطر إسرائيل على أكثر من 90% من مساحته حسب بيانات مؤسسات حقوقية إسرائيلية، ويقيم فيه نحو 65 ألف فلسطيني، في حين يبلغ عدد المستوطنين في ذات المنطقة 9,500..

وتستغل مجالس المستوطنات الموارد المائية بتسهيلات إسرائيلية حكومية.

وفرضت اسرائيل التي تنظر الى منطقة الغور كمنطقة تطوير زراعي لها، قيودا صارمة على دخول الفلسطينيين اليها. وبنت فيها اول المستوطنات الزراعية مثل مستوطنة ‘ميخولا’ التي ربطت بـ’جفعات سلعيت’ بطريق معبد.

وتظهر المستوطنات كتلة استيطانية واحدة لا يفصل بينهما الا طريق رئيس يؤدي الى طريق 90.

وهناك اشارات ارشادية لمجموع المستوطنات والمعسكرات الاسرائيلية المقامة على امتداد الجزء الشمالي من الغور.

ومنها اشارة لـ ‘جفعات سلعيت’ التي اتخذت اول الخطوات لتبييضها.

وقالت قمر مشرقي وهي المستشارة القانونية في منظمة ‘حاخامين لحقوق الانسان’ لوكالة ‘وفا’، ‘ما يجري هو عملية تبييض لهذه البؤر.هم يريدون تحويل البؤر لشكل قانوني’.

وقال الناطق باسم الحكومة د.غسان الخطيب ‘ننظر بخطورة بالغة للخطوات المتسارعة بشكل غير مسبوق في توسع الاستيطان وشرعنة ما كانوا يعتبرونه غير شرعي’.

‘هذا التسارع يأتي استغلالا لانشغال العالم  بعيدا عن الاهتمام بعملية السلام وحل الدولتين. نحن كفلسطينيين سنستمر في رفض ومقاومة هذه الخطوات بالطرق القانونية والمقاومة الشعبية. هذا تحدي سافر لارداة المجتمع الدولي المطالب بالتعامل بمسؤولية اكثر مع هذا الاستهتار الإسرائيلي.’

‘آن الاون للمجتمع الدولي ان لا يكتفي بالتنديد. يجب على هذا المجتمع ان يدخل عوامل المساءلة لاسرائيل’.

 واسرائيل التي تعمل على توسيع ‘جفعات سلعيت’ هدمت خلال العام الفائت خربة الفارسية الملاصقة للبؤرة ست مرات وطردت سكانها. انه الغور حيث الفصل العنصري القومي الإسرائيلي يضرب في كل ركن.

ـــــــــــــــــــــــــ

/خ.ع

/http://www.wafa.ps/arabic/index.php?action=detail&id=135437