فرحة بعد حرمان أليم : المياه تصل لخربة الفارسية
19/1/2011
هي خربة الفارسية الواقعة شمال الأغوار الفلسطينية المحتلة ، المحاطة بخمس مستوطنات ،والتي حرم أهاليها من أبسط مقومات الحياه “المياه ” منذ بداية الإحتلال …!ففي الوقت الذي يتعذر على مواطني المنطقة الحصول على المياه لإغراض الشرب ولري مزروعاتهم فان شبكات المياه الإسرائيلية تمر من بين بيوتهم في طريقها إلى المزارع و المستوطنات الإسرائيلية .!
فعلى شكل سلسلة بشرية مكونة من مجموعة من المتطوعين الدوليين والفلسطينيين تم الانتهاء من مد خط المياة
اليوم ولحظة وصول المياه للخربة عبر أنابيب المياه التي قام متطوعو حملة أنقذوا الأغوار بتمديدها من قرية عين البيضا في الأغوار الشماليه والبعيده حوالي سبعة كيلو مترات عن الخربة ،بدت معالم الفرحة واضحة على وجوه قاطني الخربه وقاطني التجمعات البدوية القريبه “المالح ، عين الحلوه ،البقيعة الشرقية “، حيث برك المياه في الخربة تم ترميمها وباتت مليئه بالمياه ، وسارع السكان بنقل المياه عبر تنكات المياه
التقينا مع عائلة أبو رائف ” والمكونة من 10 أفراد يروي لنا أبو رائف قصة معاناته مع الاحتلال الإسرائيلي يقول :” كنا نسكن قرية بردلا لكن الاحتلال لم يدعنا وشاننا فقد قتلوا أخي عندما كان يرعى الأغنام في السهل قبل بضعة أعوام، بدعوى أن هذه المنطقة تعتبر من مناطق التدريب العسكري، وهدموا منزلنا وطردونا من بلدنا فانتقلنا إلى خربة الفارسية “.
وقصة أبو رائف لم تقف عند هذا الحد ولم يكتف الاحتلال بتدمير منزل العائلة وقتل أخوه بل لاحقه بإجراءاته التعسفية والقمعية إلى الفارسية، التي يملكون فيها الأراضي الزراعية
ظروف قاهرة تفرض التحدي …
ويتابع أبو رائف ومشاعر الحزن بادية على وجهه ويقول :كنا نزرع العديد من أنواع الخضار مثل البندورة العنقودية والفلفل الملون والخيار قبل أن قامت سلطات الإحتلال بمصادرة مواتير المياه “المضخات ” بتاريخ 15/4/2010 بحجة اننا نقوم بمصادرة مياه الطبيعة وكردة فعل تثبت بأن بقائنا هنا هو مقاومه قام متطوعو حملة أنقذوا الأغوار والأهالي بتمديد أنابيب مياه من قرية عين البيضا الى مزارع خربة الفارسية
ويكمل:” كنا من مربي الثروة الحيوانية وكنا نعتمد على مياه نبع عين شك، لكن سلطات الاحتلال الإسرائيلي قامت بقطع أنابيب المياه بحجة أننا نسرق المياه من المناطق الطبيعية المحمية، وعلى الرغم من وجود شبكة مياه الري في وسط أرضينا وسماعنا أزيز المياه عبر الأنابيب المارة من أمام منزلنا والتي توصل إلى المستعمرات إلا أننا لا نستطيع الشرب منها ولو قطرة واحدة، وأقوم بشراء مياه الري بالتنكات حيث تبلغ كلفة التنك الواحد100 شيقل والذي يسع 3 كوب فقط!
ويضيف ابو رائف بحسرة كنت أتسآل يوميا :”قديش بدي انقل مي لأنقل حتى اروي محصولي الزراعي واحميه من الجفاف ؟ هذا بالإضافة إلى قيام الجيش بمصادرة تنكات المياه عند رؤيتها تسير على الشارع ، فهم يستخدموا معنا أساليب تعجيزية وقهرية حتى نترك الأرض لهم .