http://arabic.news.cn/culture/2011-02/13/c_13729788.htm

 تتحسر هبة دراغمة (15عاما) من منطقة عين الحلوة في الأغوار على حالها، وهي تودع أشقاءها الصغار وهم يتأهبون للذهاب إلى مدرستهم في ساعة مبكرة من صباح يوم بارد رغم المخاطر التي قد يتعرضون لها.

وحالت المسافة بين منطقة سكن عائلة هبة التي تقدر بـ 13 كيلو متر وأقرب مدرسة دون تمكنها من الالتحاق بسبب خشية والدها عليها من تعرضها لاعتداءات المستوطنين أو الجنود المنتشرين على الحواجز الإسرائيلية.

وتبدو علامات النعاس على وجه شقيقها محمد (13 عاما) الذي اعتاد الاستيقاظ يوميا مع مطلع الفجر لأن أمامه مشوار طويل إلى المدرسة وسيقطع غالبية المسافة مشيا على الأقدام.

يقول باسم ذو الجسم النحيل والبشرة السمراء: “أصبحت أكره المدرسة، فأنا أقضي معظم يومي في الطريق ذهابا وإيابا، إضافة إلى اعتراض المستوطنين لسبيلي”.

ولم يقتصر الأمر على عدم إرسال البنات إلى المدارس البعيدة، بل فضل الكثير من أبناء عين الحلوة عدم إرسال أبنائهم الصغار إليها خشية تعرض المستوطنين لهم بالاعتداء أو المضايقة.

وتفتقر عين الحلوة للبنية التحتية ولأبسط مقومات الحياة من الكهرباء والماء والمراكز التعليمية والصحية، فيما يضطر أبناؤها والمناطق المجاورة من دون صغار السن للسفر يوميا إلى القرى البعيدة للالتحاق بمدارسهم.

وارتأت مجموعة من المتطوعات ضمن حملة “الحق في التعليم” التابعة لحملة (أنقذوا الأغوار)، أن تقيم خيمة صغيرة، في عين الحلوة واتخاذها كمدرسة للأطفال.

 

تقول احدى المتطوعات في الخيمة التعليمية، إن “الهدف من إقامة الخيمة هو إيصال صوت ومعاناة الطلبة من هذه المنطقة الفقيرة والمهمشة إلى الحكومة الفلسطينية والمجتمع الدولي من أجل مساعدتهم بإقامة مدرسة في أماكن سكنهم، من شأنها العمل على تعزيز صمودهم في وجه الاحتلال”..

وتضم الحملة عددا من المتطوعات اللواتي تبرعن بوقتهن وجهدهن من أجل تعليم الأطفال، قسمن أنفسهن إلى عدة مجموعات تقوم كل واحدة منها بتدريس مرحلة معينة من الطلبة.

ويتمنى أهالي مضارب المالح التي تضم عين الحلوة، ومكحول، وسمرة، والفارسية إقامة مدرسة في هذه المنطقة المهمشة، ليتمكنوا من إرسال أولادهم إليها، وليحصلوا على حقهم في التعليم.

ولا تألو إسرائيل جهدا من أجل تهجير السكان الفلسطينيين من الأغوار وإحلال المستوطنين مكانهم في هذه المنطقة التي تعتبر سلة فلسطين الغذائية، والتي من المقرر أن تستوعب جل العائدين من الفلسطينيين في.

يقول نائب مدير التربية والتعليم الفني في طوباس مهدي حسون، إن طلبة مضارب واد المالح يعانون من تدني المستوى الدراسي بسبب بعد مدارسهم عن مناطق سكنهم، وعدم توفر المواصلات ووسائل النقل، ناهيك عن قضاء معظم وقتهم على الحواجز العسكرية الإسرائيلية.

.

ولا تقتصر معاناة سكان عين الحلوة على بعد المدارس عنها بل تتعدى ذلك إلى بعد المراكز الصحية واضطرارهم لقطع مسافة تزيد عن 40 كم لتلقي العلاج، إضافة إلى مرورهم عبر الحواجز العسكرية الإسرائيلية المنتشرة والتي تفصل الأغوار عن المدن الفلسطينية.

وتفتقر المنطقة كذلك إلى خدمة الكهرباء ويستخدم السكان “قناديل الغاز”.

ويشير أبو محمد أحد سكان المنطقة إلى أن السلطات الإسرائيلية تمنع أي حركة لإقامة بنية تحتية في المنطقة، أو إيصال التيار الكهربائي اللازم لها.

ويضيف أنه “في الوقت الذي لا نحصل فيه على أبسط مقومات الحياة ونحن أصحاب الأرض فإن سكان المستوطنات الإسرائيلية المنتشرة في أعالي قمم جبال المنطقة وسهولها الواسعة يعيشون حياة رغيدة ولا ينقصهم أي شيء من الخدمات”..

ويقول أبو محمد إن سكان تجمعات مضارب المالح “مصرون على العيش في أراضيهم رغم كل الظروف القاسية التي يعانون منها، وهم صامدون في أراضيهم، ولم ولن ينووا الرحيل أو التنازل عنها، لأنها ملكهم وورثوها عن أجدادهم”.

وتمنع السلطات الإسرائيلية الحكومة الفلسطينية من بناء أو إقامة أي بناء أو بنية تحتية في عين الحلوة التي تقع في المنطقة المصنفة (ج) التي تخضع لسيطرة أمنية وإدارية إسرائيلية كاملة.

وتقسم إسرائيل الضفة الغربية حسب اتفاق (أوسلو) الذي وقعته مع منظمة التحرير الفلسطينية عام 1993 إلى ثلاث مناطق الأولى (أ) وتخضع لسيطرة فلسطينية كاملة، والثانية (ب) وتخضع لسيطرة أمنية إسرائيلية وإدارية فلسطينية، والثالثة (ج) وتخضع لسيطرة أمنية وإدارية إسرائيلية.