أقدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم 11/4/2010، على إغلاق مصدر الـمياه الزراعية الرئيس عن قرية بردلة في الأغوار الشمالية، مهددة الـمزارعين بخسائر فادحة قد تلحق بهم، والذين احتجوا بغضب على قرار الاحتلال.
وأفاد فتحي خضيرات، منسق حملة “أنقذوا الأغوار” الشعبية بأن قرار الاحتلال يهدد إلى إتلاف عشرات آلاف الدونمات الزراعية والبيوت البلاستيكية وأشجار الحمضيات والنخيل، لا سيما أننا في موسم قطاف الخضروات والإزهار وبداية طرح الثمار”.
واستهجن خضيرات إقدام سلطات الاحتلال على قطع الـمياه عن الـمزارع في بردلة، مع العلـم أن مصدر الـمياه الرئيس لكل الأغوار الشمالية وجميع الـمستوطنات في الـمنطقة يقع داخل حدود التجمع السكاني للقرية.
وبين أن شركة (مكروت) الإسرائيلية قامت منذ السبعينيات من القرن الـماضي بحفر ثلاث آبار ضخمة تقدر طاقتها الانتاجية في الساعة بحوالى خمسة آلاف متر مكعب، في حين لا تعطي لقرية بردلة سوى 65 متراً مكعباً في الساعة، مشيراً إلى أن آخر بئر تم حفرها قبل حوالى عامين داخل الـمخطط الهيكلي للقرية.
وقال خضيرات: “نحن نسمع صوت الـمياه يمر من وسط القرية في الأنابيب ولا نستطيع الشرب منها أو استعمالها، فخطوط الـمياه التي مدّتها الشركة الإسرائيلية تقسم القرية إلى نصفين”.
وعلى إثر الإجراء الإسرائيلي احتج عشرات الـمزارعين من قرية بردلة وتجمعوا أمام الـمجلس القروي هناك، مطالبين بالتحرك السريع لحل الـمشكلة قبل أن تؤدي إلى خسائر فادحة في مزروعاتهم التي يعتمدون عليها في عيشهم وصمودهم في تلك الـمنطقة.
وقال الـمحامي نادر ثوابتة من بردلة: إن شركة (مكروت) الإسرائيلية اتهمت السكان في القرية بسرقة الـمياه، لخلق ذريعة من أجل قطعها عنهم، نافياً نفياً قاطعاً أن يكون أي من السكان في القرية قد أقدم على سرقة الـمياه، وأن ما تدعيه السلطات الإسرائيلية سببه خلق الذرائع لوقف تزويد الأهالي بالـمياه. وبين ثوابتة أن إسرائيل قلّصت تزويد الـمياه لبردلة على مدى سنوات عديدة، فبعد أن كانت تزودها بمائة وخمسين كوباً في الساعة قبل خمس سنوات خفضت هذا الرقم إلى 100 كوب، وصولاً إلى حوالى 65 كوباً، والآن يتم قطعها بشكل كلي.
وأكد أن الاحتلال استولى على البئر التي ورثها مزارعو بردلة عن أجدادهم، والتي كانت الـمياه تستخرج منها بواسطة الدواليب، فوضع بدلاً منها الـمضخات وسيطر عليها وحرم الـمزارعين من ري اراضيهم الزراعية، واصبح يتحكم بكميات الـمياه الواصلة اليهم.
وناشد مزارعو بردلة السلطة الفلسطينية وكافة الهيئات الدولية التدخل لإعادة ضخ الـمياه الى مزارعهم، مشيرين إلى أن خسائر كبيرة ستلحق بهم في حال استمرت شركة مكروت بقطعها عنهم.
والجدير ذكره أن آبار قرية بردلة البالغ عدد سكانها 1900 نسمة والذين يعمل غالبيتهم في الزراعة تتميز بأنها نقية وصالحة للشرب ولكن هذه الآبار استولت عليها شركة ميكروت الإسرائيلية، حيث يتم زراعة حوالي 300 دونم بيوت بلاستيكية و3000 دونم أراض مكشوفة مروية ويتم زراعة حوالي 2000 دونم محاصيل حقلية بعلية.