نداء من أجل الحق في التعليم للأطفال في الاغوار الفلسطينية
حق الاطفال في التعلم بحرية وامان هو حق قانوني واضح وغير قابل للمساومه
يمارس الاحتلال الاسرائيلي سياسات ممنهجة مجحفة ومقيدة بحق المواطنين القاطنين في المنطقة (ج) مما يجعل من المستحيل على السلطة الفلسطينية تلبية الاحتياجات التعليمية التي ضمنها القانون الدولي بشكل واضح وصريح لسكان هذه المناطق في مثل هذه الحالات. تمنع سياسات الاحتلال تأهيل او بناء مدارس بالاضافة الى وجود نقاط تفتيش تحد من حركة الطلاب والمدرسين على حد سواء.
تتملص اسرائيل من مهامها ومسؤولياتها ككيان احتلالي وغالبا ما تنتهك عبر سياساتها الممنهجة حق الفلسطينيين في التعليم وخاصة في الاغوار الفلسطينية. من هنا جاءت فكرة تشكيل لجان حماية شعبية تحت مظلة مركز العمل التنموي معا في منطقة الاغوار الفلسطينية لتعزيز صمود الفلسطينيين في أراضيهم وللدفاع عن حقهم في التعلم بكرامة وامان. هذه اللجان تعمل ضمن إطار حملة “أنقذوا الأغوار”.
منذ بداية الاحتلال الاسرائيلي انتهجت اسرائيل سياسة هدم المنشئات الخاصة والعامة والمنشئات المجتمعية لتشكيل الانسان الفلسطيني ولخلق واقع جديد على الارض. وتماشيا مع ذلك لم تسلم المدارس لا من سياسات الاحتلال ولا من جرافاته! مثال على ذلك ما حدث في خربة طانا ، وهي قرية شرقي مدينة نابلس و يبلغ عدد سكانها حوالي 300 نسمة. تم تدمير ثلاثين منشأه في تشرين الاول أكتوبر 2010 ، تضم مدارس ، ومنازل ، وزرائب حيوانات. من اصل 40 طفلا ممن ارتادوا المدرسة الابتدائية، 17 فقط مازالو يفعلون ذلك في خيمة صغيرة تحتوى على مكاتب وسبورة تم انقاذها من تحت انقاض المدرسة القديمة.
مثال اخر على ذلك مدرسة الكعابنة والتي هي عبارة عن كرافانات متنقلة من المعدن والاسمنت، و بالرغم من ردائة البنية التحتية للمدرسة وصغر حجمها وعدم ملائمتها لاحتياجات التعلم الا ان الاحتلال الاسرائيلي قدم ست اخطارات بالهدم خلال الثلاث سنوات الماضية بحجة ان المدرسة لم تحصل على ترخيص اسرائيلي للبناء.
كذلك هو الحال في التجمع البدوي عين الحلوة والذي يقع في شمال الاغوار الفلسطينية.يرتاد الاطفال في عين الحلوة المدرسة الواقعة في قرية تياسير المجاورة مما يدفعهم لعبور حاجز تياسير العسكري بشكل يومي. مما يعرض الاطفال الى مضايقة الجنود على هذا الحاجز. وفي بعض الاحيان يجبر الجنود الاطفال على الترجل من الحافلات وقطع مسافة 13 كيلو مترا على الاقدام على الطريق الرئيسي الخطر في طريق عودتهم الى منازلهم.
خارطه توضح موقع عين الحلوة
في 21 نوفمبر تشرين الثاني، قامت حملة انقذوا الاغوار الفلسطينيية بنصب خيمة في عين الحلوة للتخفيف على الاطفال عناء قطع كل هذه المسافة من والى المدرسة في تياسير بالاضافة سعي الحملة الى تحسين مستوى التعليم ومستوى التحصيل العلمي لهؤلاء الاطفال.
ولكون هذا التجمع يقع بين خمسة مستعمرات كبيرة، فان الاهالي عازمين على الصمود في هذه الارض وعدم تركها مما يشكل تحديا كبيرا للاهالي وللاطفال .
المدرسة حاليا تستوعب ال35 طالبا الذين كانوا يرتادون المدرسة في قرية تياسير. في السابق كان الاهل يدفعوا مبلغ 100 شيكل شهريا مقابل تكاليف مواصلات للحافلة التي كانت تقلهم الى المدرسة وهذه الحافلة لم تكن تشكل مصدرا موثوقا للتنقل بالاضافة الى تعرض الاطفال للمضايقات من قبل الجنود على الحاجز. مما دفع بعض الاهالي الى عدم ارسال اطفالهم الى المدرسة او الى ارسال اطفالهم للمكوث عندبعض الاهل والاقرباء خلال الاسبوع ورؤية ابنائهم خلال عطل نهاية الاسبوع فقط.
حاليا خيمة المدرسة تعمل بسعتها القصوى ولكن في حال وجود مكان اكبر يمكن ان تقوم المدرسة باستيعاب عدد اكبر من الاطفال. العدد الاضافي الذي يمكن استيعابه في حال تمت توسعة الخيمة هو حوالي 70 طالب. تحاول المدرسة حاليا تدريس مواد مثل العربي والانكليزي والرياضيات والتربية الدينية ولكن المواد التعليمية المساندة بسيطة جدا. وتم تزويد المدرسة بقرطاسية ومواد تعليمية مساندة من قبل مركز معا وأحد المتبرعين ولكنها تبقى اقل بقليل من حاجة الطلاب في هذا التجمع.
تقوم السلطة الفلسطينية بدفع بعض الرواتب في المدارس في الاغوار الفلسطينية ولكن المعلمين والمعلمات في الخيم التعليمية يقومون بالتدريس تطوعا كما ان نصب وصيانة هذه الخيم تكون بشكل تبرعات من مؤسسات مستقلة وكذلك بالنسبة لتكلفة المواصلات للمعلمين والمعلمات والتي تثقل على المعلم والمجتمع المحلي لكونها عالية وتعتمد على المعونات والتبرعات ايضا. بالاضافة الى الدوام الاسبوعي، تقوم الهيئة التدريسية باعطاء دروس في العطل الاسبوعية للتعويض للطلاب الذين لم ينتظموا في الدراسة للاسباب سابقة الذكر.
هدم المدارس هي طريقة لقمع التعليم وحرمان الاطفال الفلسطينين من حقهم الذي ضمنته لهم المواثيق الدولية. بالاضافة لكون ممارسات اسرائيل خرق واضح للمادة 50 من اتفاقية جنيف الرابعة والتي تتطلب من اي جهة احتلالية ان تسهل وتيسر عمل المدارس، فان هذه الممارسات تكرس الاحتلال الغير شرعي للارض وللانسان الفلسطيني وتشوه اجيالا قادمة.
الاطفال في الاغوار الفلسطينية تحتاج مساعدتكم ودعمكم ليتمكنوا من ممارسة حقوقهم في التعلم والتطور بشكل صحي وفاعل لبناء المستقبل الفلسطيني.
حملة انقذوا الأغوار الفلسطينية مع مركز العمل التنموي معا يطلبان دعمكم ومساندتكم لدعم اطفال الاغوار الفلسطينية في حقهم في التعلم من خلال الدعم المالي أو العيني الذي يخدم تعلم مجموعة الأطفال المستهدفة.