خُـــــــــــــطة إسرائيـــلية لتسريب البحر الميت للمستعمرات الغير شرعية
بعد ان هددت البحر الميت بوجوده ، اسرائيل تسعى الى تسريبه للمستعمرات الغير شرعية …
تحذر حملة الأغوار من الإجراءات الإسرائيلية الجديده والهادفة إلى تسجيل أراضي منطقة البحر الميت كأراضي دولة وبالتالي يحق لما يعرف بمجلس المستعمرات في الأغوار التقدم بطلب لاستملاك هذه المنطقة وهو الفعل الذي طالما دأبت سلطات الاحتلال على استعماله وتحديدا في منطقة الأغوار .
ففي الوقت التي تسيطر 37 مستعمره في الأغوار على حوالي 1200كم2 والتي تشكل50 في المئة من المساحة الكلية للأغوار ، فإن الهدف من وراء الخطة الجديدة هو الإلتفاف على كون منطقة البحر الميت إرث تاريخي وسياحي عالمي ، ومنطقة محتله يجب الحفاظ على طابعها ، إذ لا يحق لسلطات الاحتلال الإتيان بأي تغيير يمس بطبيعة المنطقة ، وأوجه استخدامها لغير الضرورات العسكرية أو لتلبية احتياجات السكان تحت الاحتلال .
اسرائيل ومنذ اليوم الأول للإحتلال كانت جاهزه بمخططاتها الاستعمارية ، فأجرت شواطيء البحر الميت لشركات استعمارية سياحية واخرى اقتصادية لاستخراج المعادن ، وكان مصنع البوتاس من اهم المشاريع التي أدت إلى انخفاض منسوب المياه في البحر الميت ، كما عمدت إسرائيل إلى تحويل معظم المياه إلى جنوب فلسطين في خطتها المعروفة التي سوقت لها ” ان اسرائيل ستحول الصحراء النقب – الى جنه على الارض ” وفعلا أنجز المشروع وحول الأغوار الجنة البيئية الطبيعية ذات المناخ الفريد عالميا الى صحراء مدمرة بذلك كل اشكال الحياه البرية والطبيعية … واكثر من ذلك فقط طال التدمير النسيج السكاني الفلسطيني ، فقد اختفت من الأغوار قطاعات سكانية كانت تعيش على ضفاف نهرالأردن واختفت كل أنواع الصناعات السياحية في منطقة اريحا وبدلا من التفكير في تطوير القطاع السياحي في أريحا وإنعاش الحياة حياة السكان بدأ التفكير في كيفية الحفاظ على البحر الميت في استحداث مشاريع جلب مياه من البحر الأحمر أو المتوسط إلى البحر الميت .
إن خطة اسرائيل الجديده تعتبر من اخطر الخطط التي سعت اسرائيل لتطبيقها في الأغوار واستملاك هذه الأراضي يعني بكل وضوح تسريبها للمستعمرات في اليوم التالي لإستملاكها وبالتالي الذهاب لفرضية تبادل الاراضي ومفاوضات لا تنتهي بهذا الخصوص وتعني بكل تأكيد السعي الفعلي لليسطرة الدائمة على الحدود وتعني أيضا قص جناح السياحة للاقتصاد الفلسطيني الذي يتركز على الزراعة والسياحة وكلها في الأغوار، او العبور اليها من الاغوار …
بقلم : فتحي خضيرات