‘الأغوار’… جنة فلسطين يفقدها الاحتلال نضرتها
أينما يحل الاحتلال، يجلب معه، الدمار والقحط والجفاف، فيعدما كانت الأغوار جنة فلسطين وسلتها الغذائية هي الآن تعاني من الجفاف وفقدان خيراتها.
ويصف منسق حملة ‘أنقذوا الأغوار’ فتحي خضيرات الوضع في الأغوار بالكارثي، ويوضح في حديث مع (PNN) ‘أصبحت الجفتلك بلا حمضيات ولا خضروات، وسيطرت مستعمرات اقيمت على أراضيها ومياهها، واقتلعت مخيمها وهجرت أبنائها وحرمتها من بياراتها، أما العوجا فتنتظر تركيب عدادات مياه مسبقة الدفع، ولا يحق للعوجا (6000نسمة) أكثر من 70م3 من المياه في الساعة بعد أن كانت تجري في قناتها 1850م3 في الساعة تسقي الأرض والموز والزرع والبشر والحيوان’.
وأضاف ‘حتى الطيور المهاجرة كانت تحط لتأكل وتشرب، الآن تحولت أراضي العوجا إلى صحراء قاحلة ولقمة سائغة للمستعمر الذي انشأ مستعمرة له (عومر) فقطع أوصال ما عرف باتفاق اوسلوا وقامت سلطات الاحتلال باستحداث حاجز خاص له لحمايته وفقدنا التواصل الجغرافي بين مناطق (أ) من اجل هذا العومر الذي ما زال يعتدي على الناس بعد أن سلب ما يزيد على ألف دونم من الأراضي الزراعية الخصبة ولا ننسي مستعمرة (عطاف) التي تقطنها أغلبية من المستعمرين الروس، وبها برك سباحه ضخمة ومناطق خضراء وتملك آلاف الدنمات الزراعية لحساب ما يعرف بالمجلس المحلي، فيما خسارة أصبحت مؤكدة لكل من يغامر للزراعة في العوجا بسبب شح المياه وعدم ديمومتها’.
ويشير خضيرات إلى اتساع الصحراء حول العوجا حتى تكاد تلتهم أشجار السدر البرية، بينما ترتفع نسبة الفقر ونسبة العاملين في المستعمرات، وتصبح الملوخية الزراعة الأساسية عند بعض العائلات الفقيرة فيما كان الموز ‘أبو نملة ‘ من أشهر منتجات فلسطين وتستفيد من زراعته كل عائلات العوجا.
وأوضح، أن الجفاف وقلة الأمطار في العوجا بسبب سياسة الاحتلال، الذي حفر خمسة آبار ضخمة في حرم نبع مياه العوجا، مما أدى إلى انخفاض حاد في منسوب التدفق لهذا النبع وجفافه بشكل نهائي في الأعوام الثلاثة الماضية، وتزود هذه الآبار المستعمرات المجاورة التي أقيمت على الأراضي السليبة وهي ‘نيران ونيتف هجدود ونعماه وعطاف ومستعمرة عمري’.
وبدأت المعاناة تطال كل ما يمت للحياة بصلة، فالبرغم من توفر المياه الجوفية لا يستطيع الفلسطينيون الشرب منها، وطالب الاحتلال العائلات البدوية التي تقطن رأس العوجا بالقرب منابع المغادرة، بعد أن اعتبر المنطقة محمية طبيعية!!
وأكد خضيرات أن الاحتلال دمر بالآبار الخمسة التي حفرها كل ما يمت للحياة وتاريخ المنطقة بصله، ودمرت جرافاته كل المعالم الطبيعية فوق التلال وفي سهول رأس العوجا، حيث اعتبرها مناطق تدريب عسكري، والاحتلال يطالب العائلات الفلسطينية في منطقة رأس العوجا بالرحيل حتى يستولي المستعمرون على الأرض السهلية للزراعة، كما تم مصادرة الغرف المتنقلة في مدرسة رأس العوجا، كما تم مصادرة العديد من وسائل وآلات نقل المياه.
وينوه خضيرات إلى شارع ‘الموت’ الذي يعبر من منتصف العوجا (شارع ال 90) والذي قتل عليه أكثر من 15 ضحية، فيما بلغ عدد الذين أصيبوا بإعاقات حوالي 13 ضحية، في عشر سنوات أي بمعدل حالة وفاة كل تسع شهور في العوجا تحت عجلات السيارات.
ووجه خضيرات صرخة إلى الضمائر الحية بإنقاذ ما بقي من الأغوار.