لقاء مع منسق الحملة ..
لا يمر يوم إلا وتواجه الأغوار الفلسطينية خطر التهجير والترحيل.. انتهاكات متتالية يتعرض لها سكان الأغوار فسياسة دولة الاحتلال تهدف فيها كل من يحاول النهوض مرة أخرى للحياة ..
التقيت بمنسق حملة “أنقذوا الأغوار” فتحي خضيرات للتعرف على طبيعية الحملة والمخاطر التي يواجهها سكان الأغوار، وتداعيات التصعيد الإسرائيلي الأخير والاستمرار بسياسة الهدم والتهجير.
* بطاقة تعريف بحملة أنقذوا الأغوار؟
حملة أنقذوا الأغوار هي جسم فلسطيني يعمل مباشرة مع الناس على ارض الواقع، نحن جسم ينتهج سياسة اللاعنف لمقاومة الاحتلال، لا ننتمي لأي تيار أو حزب سياسي، نعمل من اجل فلسطين، عمر الحملة سبع سنوات ويشارك فيها 180 متطوع وهم أعضاء في الحملة، ولكنها تعتمد بشكل رئيسي على قاعدة شعبية واسعة، فكل المجتمعات الموجودة بالأغوار نعمل على إشراكها بالحملة ، ونعتمد على العمل الميداني ولا يوجد لدينا جسم مؤسساتي.
* ما هي الأهداف الرئيسية للحملة ؟
تهدف إلى المساهمة قدر الإمكان في عملية التحرر الوطني من الاحتلال، وتسخير كل الجهود والإمكانات من اجل دعم صمود السكان الفلسطينيين في أرضهم، لأننا نعتقد أن دولة الاحتلال قد أنشأت بكذبة كبيرة بأنها وجدت فلسطين شعب بلا ارض لشعب بلا ارض، وقد اتخذنا شعار في حملتنا أن “البقاء مقاومة” في محاولة لأداء رسالة على صعيدين، الأول إعلامي سياسي، والصعيد الثاني عمل ميداني على ارض الواقع، من اجل تعريف العالم وتعريف المجتمع المحلي والدولي بالأغوار وما يتعرض له من انتهاكات همجية إسرائيلية، والتحذير من عقاب جماعي و تطهير عرقي ضد المدنيين.
ومن اجل دعم الوجود الفلسطيني والعمل الميداني على ارض الواقع من خلال المتطوعين الفلسطينيين والأجانب، وتعزيز هذا الوجود من خلال إعادة الذين هجروا إلى بيئتهم الطبيعية، وفضح جرائم الاحتلال وتوثيقها.
عيادة الجفتلك الصحية رممت بأيدي متطوعي الحملة
* ما هي طبيعة الأنشطة التي تقومون بها لحماية الأغوار وفضح انتهاكات الاحتلال؟
هناك ثلاثة أشكال من الأنشطة التي نقوم بها، أولها عملية الرقابة الدائمة للانتهاكات الإسرائيلية في مناطق الأغوار الفلسطينية ونشر المعلومات وتعميمها على الجهات الدولية والمحلية والجهات ذات العلاقة.
ثانيا، نرصد الأفعال وردودها حيث نعزز الوجود الفلسطيني كبناء المدارس في المناطق الخاضعة تحت السيطرة الإسرائيلية“c” ، والمساهمة في بناء المراكز العامة والعيادات الصحية وملاعب للأطفال في مناطق نائية ومهمشة وأخرى مغلقة عسكرية .
والمحور الرابع الذي نعمل به هو الحراك الاجتماعي، حيث نقوم على إيجاد قاعدة شعبية واجتماعية للدفاع عن حقوقها.
* ما هي ابرز التحديات التي تواجه الأغوار في ظل الهجمة الشرسة التي تتعرض لها؟ وكيف تصفون سياسة الاحتلال الأخيرة في ظل استمرار سياسة التهجير؟
اعتقد أن الأغوار تتعرض لهجمة استيطانية بشعة جدا، ودولة الاحتلال تتبع سياسة مبرمجة وممنهجة مخصصة سلفا، واعدت بعناية فائقة من قبل خبراء ذو عقلية عسكرية واستخباراتية، ويركز الجانب الإسرائيلي على الأغوار، لأهميتها للفلسطينيين وبالتالي إسرائيل تحاول ضرب الوجود الفلسطيني وضرب إمكانية قيام أي كيان فلسطيني، فالأغوار الرئة الوحيدة التي يستطيع أن يتنفس منها الفلسطيني.
حيث كان هناك قرار سياسي إسرائيلي واضح من مجلسهم الوزاري المصغر يفيد بالضغط على الوجود الفلسطيني بمناطق c، وقد ذكر في صحيفة معاريف الإسرائيلية بالضغط من اجل ذلك وتركيز التهجير بالقدس والأغوار، فهم ينتهجون سياسة تطهير عرقي، فبأقل من 3 ساعات تم تدمير منشات23 أسرة فلسطينية بدوية بالفارسية (شمال الأغوار الفلسطينية المحتلة)، حتى الحيوانات يتم مصادرتها وسجنها، فدولة الاحتلال هي الدولة الوحيدة التي لديها سجن للحيوانات
وتأتي أهميتها لأنها المعبر أو الممر الوحيد المتوفر للعالم الخارجي بالنسبة للضفة الغربية وبقاء السيطرة الإسرائيلية على الأغوار يعني بقاء سيطرة إسرائيل على المخرج الوحيد، ومن ناحية ثانية الأغوار تعتبر احد أهم اكبر مثلث مائي فلسطيني فيها البحر الميت ونهر الأردن، وفيها أغنى تجمع للمياه السطحية والجوفية، واكبر مخزن للينابيع الطبيعية بالضفة الغربية، وفيها اكبر الخزانات الجوفية النقية جدا.
كما وتعتبر بيئة طبيعية نظيفة ونقية وفيها عوامل طبيعية كثيرة تعمل على توفير كل أنواع الخضار والفواكه في مواسم مختلفة .
وحتى يتم السيطرة على الحركة والنقل ومنع أي تمدد عمراني بالمستقبل كان لزاما عليهم السيطرة على الأغوار، فالمدن الفلسطينية باتت معازل وسجون كبيرة، والأغوار متنفسنا الوحيد، كما وان أي حديث عن القدس الشرقية والوصول إليها قد بات استحالة بعد السيطرة على الأغوار لأنها امتداد لها ، فالسيطرة على الأغوار يعني السيطرة عل كل مقدرات وإمكانيات العيش للشعب الفلسطيني.
* مؤشرات كثيرة تدلل على صعوبة الوضع الذي يعيشه سكان الاغوار، وتسارع ملحوظ في فرض تغيير معالم المنطقة وفرض واقع جديد، فما هي معطياتكم حول ذلك؟
لقد نجح الاحتلال منذ 67 وحتى الآن عبر الهجرة المباشرة وغير المباشرة بتخفيض عدد السكان الفلسطينيين بمنطقة الأغوار من حوالي 320 ألف فلسطيني إلى 56 ألف فلسطيني فقط، يعني حوالي 70% فقط يقطنون بمعزل مدينة أريحا ومخيماتها وقراها، و30% موزعين على مساحة تصل حوالي 28% من الضفة الغربية، وتبلغ مساحة الأغوار 2400 متر مربع، فيها خمس قرى موزعة عليها وهي سجون ويتم طرد كل فلسطيني يسكن منطقة c، وهذه المناطق تشكل 95% من مساحة الأغوار وتحاول إسرائيل طمس كل الوجود الفلسطيني وتدميرها بالـ95% من مساحة الأغوار وزجهم بـ5% من أريحا والخمس قرى موزعة على الأغوار الجنوبية والوسطى والشمالي، و95% من الأغوار تحت السيطرة الفعلية المباشرة لسلطات الاحتلال، حيث وحسب الموقع الالكتروني للمجلس المشترك للمستوطنات أن 50% أي ما مساحته 1200 كلم مربع من الأغوار يسيطر عليها 6400 مستوطنا ويستخدموا 45% من مياه الضفة الغربية
6400 مستوطن في 36 مستعمرة متاح لهم جميع الإمكانيات من اجل تشجيعهم على الاستعمار بالأغوار، حيث يقدم لأي عائلة صهيونية تقرر الاستقرار بغور الأردن قرض بعيد المدى بـ20 ألف دولار وغالب الأحيان لا يسدد لان هناك مؤسسات صهيونية تدفع عنهم ويحصلون على خصومات بالكهرباء والمواصلات، ويصل حجم الدعم المباشر من الحكومة الإسرائيلية 75% وهناك 25% من الدعم من قبل المؤسسات الصهيونية العالمية وباقي المؤسسات الصهيونية العالمية.
* عندما يتم الحديث عما تمر به الأغوار، نجد أن ما يقدم ضئيل جدا أمام حجم المعاناة، فكيف ترون حضور الأغوار عند الجهات الرسمية والمؤسسات الإنسانية؟
إن ما يقدم لا يتناسب مطلقا مع التحديات الكبيرة التي تواجهها الأغوار، فالمزارع لا يحتاج لتوفير صهريج مياه بل بحاجة إلى مصدر مياه يسقي محاصيله ومواشيه.
فالجميع يتحدث عن الأغوار ولكن لا يوجد هناك تحرك على الأرض، والمؤسسات المعنية غير موجودة بالغور، ورسالتنا هي تعزيز حضورهم بمنطقة الأغوار وتحمل مسؤولياتهم على أسس وطنية والبعد عن ضيق المصالح والأسس السياسية.